ما هو عسل الزهور البرية؟ الاستخدامات والتغذية والفوائد

يميل ذواقو العسل لاختيار أفضل أنواع العسل بناءً على الموسم، ونوع الزهور التي تغذى عليها النحل، حيث أن لذلك تأثير قوي على الشكل النهائي للعسل من اللون والرائحة والطعم والفوائد. ولكن، هناك أنواع يسهل التنبوء بها كعسل مانوكا مثلًا، ولكن الأمر لا ينطبق مع عسل الزهور البرية. فما هو عسل الزهور البرية ولماذا يختلف دائمًا في لونه وطعمه؟

لماذا يختلف تكوين عسل الزهور البرية دائمًا؟

يمكن فهم السبب في صعوبة تحديد الصفات المحددة لعسل الزهور البرية من فهم تعريف الزهور البرية:

فالزهور البرية: هي مجموعة من أزهار النباتات التي تنمو عادة في الحقول والغابات وغيره، دون زراعة متعمدة.

بمعنى آخر ، لا يوجد جنس أو عائلة محددة للزهور البرية. هم أي زهرة تنمو من تلقاء نفسها في البرية –لذلك لا يمكن توقع كيف سيكون لون عسل الزهور البرية أو طعمه. فالرحيق الذي يجمعه النحل، عندما يقوم بتلقيح الأزهار البرية، يأتي دائمًا من عدد من الأنواع المختلفة من الزهور؛ ولهذا السبب يسمى العسل "متعدد الفلور" لأنه يأتي من مصادر متنوعة للرحيق.

هناك عبارة أخرى مهمة في تعريف الزهور البرية: "بدون زراعة متعمدة". وهذا يعني أن مربي النحل ومنتجي العسل لا يزرعون حقلاً مليئًا بالأزهار البرية. الزهور ببساطة تنمو بشكل طبيعي، لذلك لا يمكن ضمان التماثل في العسل المصنوع.

يبذل العديد من المنتجين جهدًا لتوحيد عسل الزهور البرية الذي يبيعونه، لذلك من الشائع بالنسبة لهم خلط العسل من عدة مصادر أو مناطق مختلفة أثناء التعبئة، من أجل التوصل إلى منتج أكثر تناسقًا. ومع ذلك، ستظل تلاحظ الاختلافات في الدُفعات التي تليها. أفضل فرصة للحصول على جودة موحدة بمرور الوقت هي الشراء من مصادر محلية مثل أكشاك المزارع، وليس من محل بقالة (إذا كان لديهم عسل زهرو برية في المخزون). من غير المرجح أن يكون العسل المحلي "ممزوجًا".

أحد الأسباب الأخيرة وراء اختلاف لون ونكهة عسل الزهور البرية بشكل كبير  هو أن النباتات المختلفة تزهر في أوقات مختلفة من العام. لذلك فإن الرحيق الذي جمعه نحل العسل في مايو يأتي من أزهار برية مختلفة تمامًا عن الرحيق الذي يجمعه النحل في سبتمبر.

ومع ذلك ، هناك بعض الخصائص التي تصف معظم محاصيل عسل الزهور البرية. سنبذل قصارى جهدنا لتضييق نطاقها، جنبًا إلى جنب مع استخدامات وفوائد هذا التنوع الشائع.

الصفات العامة لعسل الزهور البرية

أسهل طريقة لوصف عسل الزهور البرية هو أنه في معظم الأحيان سيكون خفيفًا وفاكهيًا. بعبارة أخرى، سيكون العسل الذي يتم حصاده في أواخر الصيف والخريف أقوى قليلاً في النكهة وأغمق في اللون من الذ يتم حصاده في موسم الشتاء والربيع، وذلك ببساطة بسبب اختلاف أنواع الزهور البرية التي تنمو عندما يكون الجو أكثر دفئًا.

ولعل أفضل طريقة لوصف هذا العسل هو أنه مشابه إلى حد ما ولكنه أقوى قليلاً من نوعين آخرين من العسل معروفين بكونهما فاكهي وخفيف، وهما عسل البرسيم وعسل زهر البرتقال. ولكن، لا توجد طريقة حقيقية للتنبؤ بالضبط بمذاق عسل الزهور البرية.

تعطي المقارنة مع البرسيم وزهر البرتقال مؤشرًا جيدًا على أفضل استخدامات عسل الزهور البرية. إنه مثالي للاستخدام في الطهي أو في الخبز (القاعدة العامة للخبز: استبدل إلى نصف كوب من العسل لكل كوب من السكر) نظرًا لأن طعمه الخفيف لن "يطغى على" المكونات الأخرى. هذا العسل هو مُحلي مثالي للشاي، لذيذ عند مزجه بالفواكه لصنع العصائر، وهو أحد أفضل أنواع العسل لمجرد إضافته على أطعمة الفطور.

الفوائد الصحية لعسل الزهور البرية

كما هو الحال مع معظم أنواع العسل الأخرى، يوجد في عسل الزهور مضادات الأكسدة الطبيعية التي تحارب الجذور الحرة، ومضادات الالتهاب، مما يجعله وسيلة فعالة لتعزيز جهاز المناعة في الجسم بشكل طبيعي، ومكافحة الالتهابات التي تسبب نزلات البرد، وتهدئة التهاب الحلق، والمساعدة في الهضم ومحاربة الضرر. تقوم به الجذور الحرة التي تسبب العديد من الأمراض.

وأيضًا كما هو الحال مع أنواع العسل الأخرى، تأتي هذه الفوائد الصحية بعلامة النجمة: فهي موجودة فقط في عسل الزهور البرية الخام. إذا تمت بسترة العسل وخضع لعملية ترشيح فائقة (العملية العادية المستخدمة من قبل منتجي العسل الرئيسيين لتحسين لون المنتج وتقليل احتمالية تبلوره)، فستفقد معظم الفوائد.

ليس بالضرورة أن يكون عسلًا غير مصفى تمامًا ليحتفظ بمضادات الأكسدة، لأن الترشيح الخفيف يمكن أن يزيل الملوثات غير المرغوب فيها مثل أجزاء الحشرات من العسل الخام. لكن العسل النقي غير المفلتر وغير المسخن سيحتفظ دائمًا بحبوب اللقاح التي يجمعها نحل العسل والعكبر الذي يفرزه – وهي المصادر الحقيقية للعناصر المفيدة في الزهور البرية والأنواع الأخرى من العسل.

هناك فائدة صحية أخرى لعسل الزهور البرية لا يمكن أن توفرها الأنواع الأخرى: تقليل الحساسية لمصابي مرضى الحساسية.

أحد أكبر أسباب الحساسية الموسمية هو حبوب اللقاح من الزهور البرية. وقد وجدت الدراسات، بما في ذلك واحدة نشرت في الأرشيف الدولي للحساسية والمناعة، أن تناول كميات صغيرة من عسل الزهور البرية المحلي يمكن أن يساعد في الحد من الحساسية التي تسببها حبوب اللقاح من الزهور نفسها في المنطقة.

اقرأ أيضًا: هل تعرف ما هي أفضل أنواع العسل في السعودية؟